يوم عاشوراء .. صيامه؟ وما يستحب فيه ؟

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

حياكم الله أحبائي

عساكم بألف خير ان شاء الله

بحلول السنة الهجرية الجديدة بأول شهورها

الا و هو شهر الله المحرم الذي يحتضن في اليوم العاشر منه يوم عاشوراء

و هو اليوم الذي شهد أحداث عدة عبر التاريخ منذ أن استعمر الله الانسان في الأرض و جعله خليفته فيها

و هي أحداث تؤكد في مجملها انتصار الحق على الباطل و نصر الله عباده الصالحين من اولياءه و انبيائه على اعدائه و اعداء الصالحين

و باقتراب هذه المناسبة الدينية العظيمة أحببت اخوتي ان أذكركم بفضل هذا اليوم المبارك و ما وصانا به رسول الله صلى الله عليه و سلم اتجاه انفسنا و أهلينا في هذه اليوم

حتى نتمكن أحبائي من التفريق بين ما هو جائز و ثابت عن رسول الله عليه الصلاة و السلام, و بين البدع و الاحداث الغير المشروعة التي صار يشهدها هذا اليوم من ايام الحول.

مستعينا لذلك بالاحاديث التي روية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم, فاجتهدت في البحث عما رواه عليه الصلاة و السلام فيما يخص هذا اليوم.

فعن عبد الله ابن عباس أنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، واليهود تصوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن أولى بموسى منهم ، فصوموه ) . رواه البخاري في صحيحه

و عن ابي موسى الأشعري : أنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( نحن أحق بصومه ) . فأمر بصومه .رواه البخاري في صحيحه

عن عائشة رضي الله عنها : كان عاشوراء يصام قبل رمضان ، فلما نزل رمضان قال : ( من شاء صام ومن شاء أفطر ) . رواه البخاري في صحيحه

و عن الربيع بنت معوذ بن عفراء: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ، ومن أصبح صائما فليصم . قالت : فكنا نصومه بعد ، ونصوم صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العهن ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار . رواه البخاري في صحيحه

و عن عائشة رضي الله عنها : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه ، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه ، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء ، فمن شاء صامه ومن شاء تركه . البخاري في صحيحه

و عن أبو قتادة الأنصاري و الحارث بن ربعي رضي الله عنهما : - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه ؟ قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر رضي الله عنه : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وببيعتنا بيعة . قال : فسئل عن صيام الدهر ؟ فقال : " لا صام ولا أفطر ( أو ما صام وما أفطر ) " قال : فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ؟ قال " ومن يطيق ذلك ؟ " قال : وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ؟ قال : " ليت أن الله قوانا لذلك " قال : وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ؟ قال " ذاك صوم أخي داود ( عليه السلام ) " قال : وسئل عن صوم الاثنين ؟ قال " ذاك يوم ولدت فيه . ويوم بعثت ( أو أنزل علي فيه ) " قال : فقال " صوم ثلاثة من كل شهر ، ورمضان إلى رمضان ، صوم الدهر " قال : وسئل عن صوم يوم عرفة ؟ فقال " يكفر السنة الماضية والباقية " قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء ؟ فقال " يكفر السنة الماضية " . وفي هذا الحديث من رواية شعبة قال : وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس ؟ فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما . وفي رواية : بمثل حديث شعبة . غير أنه ذكر فيه الاثنين . ولم يذكر الخميس . البخاري في صحيحه

عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم صام عاشوراء فقال : إن عشت إن شاء الله إلى قابل صمت التاسع مخافة أن يفوتني يوم عاشوراء. حدث به الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة

عن أبو قتادة الأنصاري الحارث بن ربعي ان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بصيام يوم عاشوراء فقال: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. حدث به الألباني في كتابه صحيح الترغيب

و قد حدث الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه السلسلة الصحيحة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته --و الله اعلم--. و لم يذكر روات الحديث و لكنه قال : خلاصة الدرجة: رجاله كلهم ثقات

هذا اخوتي فيما ورد عن صيام هذا اليوم افادنا الله و اياكم بهذه الأحاديث, اما فيما يخص الاعمال الخرى التي يقوم بها الناس في هذا اليوم فيجيبنا عن ذلك المفكر الاسلامي الدكتور يوسف القرضاوي قائلا :

لم يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم عاشوراء شيء غير الصوم أما التوسعة علي العيال ففيها حديث تكلموا فيه كثيرا: "من وسع علي عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة كلها" "رواه الطبراني والبيهقي" وقال: أسانيده كلها ضعيفة وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وحسنه العراقي ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بعلامة الصحيح. والسيوطي قد يتساهل في مثل هذه الأحاديث.
أما الاكتحال فقد روي الحاكم فيه حديثا مرفوعا عن ابن عباس: "من اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا" وقال الحاكم انه منكر وقال السخاوي: بل هو موضوع وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
قال الحاكم: والاكتحال يوم عاشوراء لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه ولابد من معرفة الظروف التاريخية التي ولدت فيها هذه المرويات فهي تلقي ضوءا كاشفا علي هذه الأقاويل وقيمتها فقد شاء القدر أن يقتل الحسين رضي الله عنه في اليوم العاشر من المحرم فجعل منه كثير من شيعته يوم حزن مستمر بل جعلوا الشهر كله مأتما وحدادا وحرموا علي أنفسهم كل مظاهر الفرح والزينة والاستمتاع بالحياة.
وكان رد الفعل عند المتطرفين من خصوم الشيعة علي هذا الغلو أن جعلوا الفرح والتزين في هذا اليوم عبادة وقربة إلي الله وعززوا ذلك بآثار وأحاديث وضعوها وكان أجدر بالفريقين أن يقفوا عند حدود الله ويتخلصوا من التعصب المصم المعمي الذي فرقهم شيعا وأحزابا وأن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا.
والله أعلم
المصدر : مجلة " حريتي "

و هذا كل شيء اخوتي الاحباء فيما يخص يوم عاشوراء

أسأل الله تعالى ان اكون قد وفقت لجمع و الاتيان بكل ما قيل من صحيح و موضوع فيما يخص هذا الامر حتى نفرق بين الصحيح و الخطأ, و حتى لا نسقط في فخ البدع و الأعمال التي نحسبها هينة و لكن عواقبها عظيمة.

و ختاما اخوتي اترككم مع فيديو للشيخ العريفي و فضل صيام يوم عاشوراء

http://www.naqatube.com/view_video.php?viewkey=e3a097f19f59324acbb7

وفقنا الله و اياكم و جميع المسلمين لاتباع كتابه و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم

و السلام

جزاك الله خير الجزاء على المو ضو ع وجعل الله هد ا العمل في مزا ن حسنا تك ا مين تحيا تي وتقبل الله مني ومنكم ا مين والسلا م

abe mahde كتب:: جزاك الله خير الجزاء على المو ضو ع وجعل الله هد ا العمل في مزا ن حسنا تك ا مين تحيا تي وتقبل الله مني ومنكم ا مين والسلا م

لك جزيل الشكر أخي الفاضل على مرورك الطيب ،،

بارك الله فيك ،، و جزيت كل الخير ،،