أيها المسلمون: واستمعوا الآن إلى
مفاسد وأضرار مشاهدة الأفلام التي تعرض المنكرات من قصص الحب والغرام وإثارة
الغرائز وصور النساء بمفاتنهن والغناء الماجن والرذائل الخلقية والدلالة على
الزنا والاستهتار بأوامر الله الناهية عن كل ذلك، فمن تلك المفاسد: ضياع الوقت
وتبذيره فيما لا منفعة فيه بل فيما فيه مضرة والوقت سيحاسب عليه المسلم يوم
القيامة قال
:
((لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه)) [ت]. ومنها السهر الطويل المخالف لهدي النبي
والتعرض لترك صلاة الفجر مع الجماعة أو التأخر عن
وقتها ومنها أيضاً النظر إلى الصور المحرمة من صور النساء المتبرجات المبديات
لشعورهن وزينتهن المثيرات للفتنة الكاسيات العاريات وحدث ما شئت من فتك هذا
النظر في القلوب والنفس وتعلقها بما حرم الله وصدودها وإعراضها عن ذكر الله
وحدث عن غفلتها عن الله والدار الآخرة وعن مكر الشيطان بها وعن اشتغالها
للعبادة وحدث عن الحسرات والآلام التي تكابدها تلك القلوب بسبب تعلقها بالهوى
والمفاتن.
كم نظرة فتكت في قلب
صاحبها فتك السهام بلا قـوس ولا وتـر
كل الحوادث مبداها من
النظـر ومعظم النار من مستصغر الشرر
وحدث عما يقع في النفوس من التعلق
بالحرام من الزنا واللواط والبحث عنه وحدث عن بعدهم عن الخير وأهله عن المساجد
وحلق الذكر وحدث عن رغبتهم ومجالستهم لأهل الفسوق والفجور أهل الغفلة والفواحش
أهل الاستهانة بأوامر الله والاجتراء على حرمات الله والله يقول:
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ومن
مفاسدها التشجيع على السفور والاختلاط والخلوة وسقوط الحشمة والتهاون بعلاقة
الرجل مع المرأة وكأن الأمر عادي جداً، ومنها نقل عادات وتقاليد البلاد الكافرة
والمناقضة للإسلام في العلاقات الاجتماعية والتربية واللباس حقاً إنها موائد
الكفار ومكرهم وتخطيطهم وغيهم وضلالهم يجلس عندها المسلم ليتربى عليها ويربي
أبناءه عليها لينهلوا من أخلاقهم وأفكارهم وكأنه منهم ينفذ في نفسه وعقله
وأبنائه وبناته ما صنع الأعداء له فما أعظمها من بلية وما أشدها من خيانة أن
يربي المسلم نفسه وأهله على الفجور وأعمال الفاجرين يبيع دينه وأخلاقه وعرضه
وحياءه من أجل شهوةٍ عارضة أو تقليد مقيت فإن لم يكن هناك خوف من الله وحياء
منه فأين العزة والشهامة والغيرة على العرض؟ وربنا أخبرنا عن الكافرين فقال:
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل إنهم أضل من الحمير والبهائم فكيف
نقلدهم ونرضع من أفكارهم وندنس قلوبنا وبيوتنا وأبناءنا بخبثهم ومجونهم وهم
ساقطون في الرذيلة لأنهم يعتبرونها هي المدنية والحرية والتحضر وهم قبل ذلك
كفار ملعونون فليس بعد الكفر ذنب، ومن المفاسد زهادة المشاهد في دينه والتقليل
من شأنه وغياب خوف الله من قلبه ونفسه لأن الأفلام الخليعة تنادي المنحرفين
لتصدهم عن الدين الذي يحرمها ويحبس الشهوات عنها ومنها اضطراب ذهن وتفكير
الصغير والجاهل الذي يتعلم في المدرسة والمسجد واجبات الدين والتأكيد عليها ثم
هو يرى في الأفلام ما يناقضها ويدعوا إلى نبذها والاستخفاف بها، ومنها نشر
الجريمة الخلقية وجريمة السرقة والاحتيال ونشر الدجل والخرافة والشعوذة والسحر
والكهانة المنافية للتوحيد، ومنها إظهار شعائر أهل الكفر ورموز أديانهم الباطلة
كالصليب ومزار المقابر المقدسة وما ينطبع في حس المتفرج من توقير ممثلي الأديان
الباطلة كالأب والقسيس والرهبان ومنها التشكيك في قدرة الله أو خلقه، ومنها
القضاء على مفهوم البراءة من أعداء الله في نفوس المشاهدين بما يرونه من أمور
تبعث على الإعجاب بشخصيات الكفار ومجتمعاتهم وكسر الحواجز النفسية بين المسلم
والكافر فإذا زال البغض في الله بدأ التشبه والتلقي عن هؤلاء الكفرة وتصوير
الحياة في بلاد الكفر على أنها الحياة الراقية المثلى التي يتمناها المنهزمون
والكفار وهم أعداء الله المجرمون الذين هم أضل من الأنعام وهم شر من الحمير
والجعلان قال تعالى:
إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ومنها الدعوة إلى الجريمة بعرض مشاهد العنف والقتل والخطف والاغتصاب ومنها ذهاب
الغيرة المحمودة من استمرار النظر إلى مشاهد الإختلاط وكشف الزوجة للأجانب
وسفور البنات والأخوات والتأثر بالدعوة إلى تحرير المرأة ومنها الدعوة إلى
إقامة العلاقات بين الجنسين وتعليم المشاهد كيفية بناء العلاقة والتعرف وتبادل
أحاديث الحب والغرام وتشابك الأيدي ومنها الوقوع في الزنا والفاحشة بفعل
الأفلام التي تعرض ذلك صراحة حتى أن بعضهم يقلد ما رآه في الفيلم مع بعض محارمه
والعياذ بالله ومنها ابراز الساقطين من الممثلين والمغنين والراقصين واللاعبين
على أنهم النجوم والأبطال والرموز بدلاً من القدوات الصالحة من الأنبياء
والصالحين والعلماء والمجاهدين ومنها الطعن في بعض ما جاءت به الشريعة من أحكام
كالحجاب وتعدد الزوجات وتشويه التاريخ الإسلامي وطمس الحقائق، اللهم إنا نعوذ
بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن